-A +A
خلف الحربي
ليس ثمة داع لوجود سينما في هذا البلد فالخطوط السعودية قادرة على إنتاج أفلام الرعب والإثارة والكوميديا دون حاجة للمصورين والمخرجين، حيث يكفي أن تحجز تذكرة من الرياض إلى جدة كي تجد نفسك بطلا سينمائيا تتمنى استديوهات هوليود أن تنظر لها ولو بنصف عين.
(عبد الهادي) أحد أبطال الفيلم الجديد للخطوط السعودية والذي يحمل اسم (الرحلة 1057) يظهر في اللقطة الأولى من الفيلم وهو يصل إلى مطار الرياض قبل ساعتين من إقلاع الرحلة المتوجهة إلى جدة يوم السبت 21مارس 2009 والتي كان موعد اقلاعها المعلن الرابعة والنصف عصرا، ولأن تأخر الرحلات عن مواعيدها المعلنة قد أصبح من بين العادات والتقاليد التي يجب عرضها في مهرجان الجنادرية فإن (عبد الهادي) لم يستغرب حين صعد إلى الطائرة بعد ساعة وربع الساعة من موعد الإقلاع ولكنه وجد المقعد المخصص له مشغولا وحين أبلغ المضيف قال له هذا بأن الطائرة (بكبرها) قد تم تغييرها بسبب خلل فني لذلك عليه أن يبحث عن مقعد شاغر بطريقته الخاصة.
جلس (عبد الهادي) على المقعد الذي حصل عليه بوضع اليد وتوقع أن تطير الطائرة المكتظة بالركاب دون أن يدرك بأن الفيلم المثير ما زال في مشاهده الأولى، فقد قضى الركاب ما لا يقل عن ثلاث ساعات في فرن ساخن وكانت الموسيقى التصويرية تعتمد على بكاء الأطفال، وبعد ثلاث ساعات من حفلة (السونا) قال قائد الطائرة عبر مكبر الصوت إن الطائرة تعاني من خلل فني، وفجأة أطفئت الأنوار في الطائرة لتبدأ المشاهد المثيرة في الفيلم، فعل الظلام الدامس فعلته في الركاب فارتفع صراخ النساء والأطفال بينما قام كبار السن بالتشهد، وبعد سلسلة من اللقطات المرعبة نزل الركاب في ساحة المطار وكان موظفو الخطوط يتعاملون مع الركاب وكأنهم المسؤولين عن خلل الطائرة!.
وبعد انتظار طويل وأسئلة دون أجوبة علم (عبد الهادي) بمحض الصدفة أن الطائرة الثالثة سوف تقلع الآن فانطلق يبحث عن مقعد شاغر، وفي العاشرة والنصف مساء أقلعت الطائرة وماهي إلا دقائق حتى بدأت تتراقص في الفضاء ليبدأ الصراخ والعويل وحالات الإغماء وما يتخللها من مشاهد الاستفراغ وتزويد المغمى عليهم بالأوكسجين ، وقد شاهد (عبد الهادي) أحد المضيفين وهو يصرخ في وجه سيدة مذعورة مطالبا إياها بإسكات طفلها الذي لا يكف عن البكاء، فكر (عبد الهادي) بتأديب هذا المضيف على طريقته الخاصة إلا أنه خشي بأن تسند له بطولة فيلم جديد اسمه (شهر في الزنزانة).
وما أن وصلت الطائرة إلى جدة حتى هرب الركاب من الطائرة في لمح البصر، وكان مشهد النهاية في فيلم (الرحلة 1057) مؤثرا جدا بل يستحق أوسكارا خاصا حيث نسي أحد الركاب الهاربين طفله الصغير الذي لم يتوقف عن البكاء حتى عثر بعض الركاب على والده! .

klfhrbe@gmail.com



للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى الرقم 88548 الاتصالات أو الرقم 636250 موبايلي تبدأ بالرمز 211 مسافة ثم الرسالة